شهدت قرية الجفير مساء أمس (الأحد) تشييعاً ضخماً ومهيباً لجثمان الشاب يحيى «شمعة الجفير» الذي قضى نحبه بعد غرق قاربهم في البحر منذ نحو أسبوع.
واحتشد العشرات منذ ساعات المساء الأولى، الذين تقاطروا من مختلف المناطق للمشاركة في مراسم التشييع في موكب جنائزي ابتدأ بالقرب من نادي النصر الرياضي وانتهى في مقبرة القرية.
وشهدت مراسم التشييع حمل الشموع على الأيدي محاكاة لفقدهم «شمعة القرية»، وسط تعالي أصوات بكاء النساء وذوي الفقيد وذلك عندما ارتفع النعش على الأكتاف لتتم مواراته الثرى لمثواه الأخير في مقبرة القرية.
واكتست قرية الجفير مساء أمس بالسواد، وسط أجواء صامتة بعدما ودعت بدموع الفجيعة والحسرة فقيدها الشاب يحيى (17عاماً)، في جنازة اعتبرت الأكبر في تاريخ القرية.
وتحدث النائب محمد المزعل الذي شارك في مراسيم التشييع قائلاً: «جئنا هنا كي نشاركهم الأسى والحزن، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون الفقيد شفيعاً لوالديه، فهذا الشاب واحد من خيرة شباب القرية وهو شمعة من شموعها، وما هذا الحضور الواسع من الناس إلا دليل على المحبة الكبيرة إليه، فالجفير خرجت عن بكرة أبيها وجاءت كي تشارك في تشييع جثمان هذا الفقيد في حالة تدل على تكاتف هذا المجتمع، كما أن حضور هذا العدد الكبير من خارج القرية ومن قرى مجاورة دليل على أن مجتمع البحرين بشكل عام يعيش حالة الانصهار والتآخي».
وأضاف «وما حضور المئات إلا دليل واضح على أن شعب البحرين يتضامن وينصهر في بوتقة واحدة في مواجهة أي حزن أو حادثة ما، فهذه المعاني والقيم التي يعيشها شعب البحرين تنعكس هنا واضحة للجميع، وهنا أود أن أشير لنقطة مهمة وهي بخصوص الحاج عيسى أيوب (والد الفقيد) فهو فقد ابنه ولكنه أثبت للجميع أنه رجل صابر محتسب لقضاء الله وقدره، وهذا يعكس درجة كبيرة من الأخلاق التي تربى عليها هذا الأب، والتي ربى عليها أولاده كذلك، ففي هذه الحادثة ومنذ بدايتها التقيت 3 مرات مع الحاج عيسى في بيته ولم أجد منه إلا الرجل المؤمن المسلم بقضاء الله وقدره وهو بذلك يعلمنا معنى الصبر والتحمل في المصائب والمحن، ولهذا أسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهمه الصبر والسلوان على هذا الخطب الأليم».
ومن جهته قال الشيخ محمد جعفر الجفيري لـ «الوسط» إن هذا نوع من أنواع الابتلاءات التي ذكرها المولى تبارك وتعالى في محكم كتابه «ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين»، فالثمرات هنا هي الأولاد، وهذا امتحان صعب يمر به الإنسان في الوجود، ولذلك عليه أن يسلم أمره لله أسوة بالأنبياء والرسل، فحينما رأى النبي إبراهيم (ع) الرؤيا قدم ابنه إسماعيل للذبح، فكان مسلّماً أمره لله سبحانه وتعالى».
وأضاف الجفيري «هذه أمور يمر بها الإنسان في مجال الاختبار والابتلاءات بالدنيا، وما رأينا هذا الأب الحاج عيسى إلا صابراً محتسباً مسلّماً أمره لله، كما أن معنوياته كبيرة جداً على رغم الفاجعة المؤلمة التي حلت به، ولهذا نسأل الله أن يلهم ذويه الصبر والسلوان وأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته».
تاريخ التسجيل
موضوع: في ليلة موحشة خرجت فيها القرية عن بكرة أبيها وأوقدت فيها الشموع 
اللهَ يِرْحَمَها بِرَحْمَتِهِ الْوَاسِعَة وَيُسْكِنُهُا فَسِيْحَ جَنَّاتِه
الأربعاء ديسمبر 31, 2014 10:13 pm